مرّ عام 2012 على سورية بمزيد من نزف الدماء حيث تحول هذا العام لاسوء الاعوام التي مرّت على هذا البلد، حيث تفاقمت الازمة لتسفك مزيداً من الدماء السورية فيما تطورت المعركة ليدخل على خطها تيارات اصولية إسلامية وعناصر اجنبية مدعومة عربياً إستباحت هذا البلد ونشرت تفجيراتها وإرهابها في كل مكان وحولت ازمته لازمة مذهبية وطائفية إلى حد ما، فيما راوحت الازمة سياسياً وزادت من تعقيداتها نار المعركة على الارض، فيما لم يتوصل افرقاء النزاع لحل يرضي جميع الاطراف.
يبدأ عام 2013 على سوريا والسوريين بأمل في الافق من خلال تسوية ما لازمة بلدهم التي باتت تهدّد النسيج الاجتماعي السوري. اولى هذا الخيوط هو ما يحكى عنه في الاقبية الداخلية حول حوار روسي امريكي للخروج بنقاط تكمن خلالها اي حل للازمة السورية التي باتت ازمة دولية بالفعل.
على هذا الخط ينشط المبعوث الدولي والعربي الاخضر الابراهيمي بين روسيا والدول العربي وسوريا، وربما واشنطن لحياكة اي إتفاق لوقف اطلاق النار وعسكرت الازمة وجلوس الاطراف بدعم دولي على طاولة الحوار. اولى إقتراحات الابراهيمي هي حكومة “ذات صلاحيات كاملة” وهو ما تحدث عنه منذ ايام حيث يسعى الاخير لتسويق هذه الفكرة على اطراف الازمة، الدوليين والمحليين، فيما تحدث منذ ايام عن قيامه بإعداد خطة لحل الازمة وهي يقوم بجولات مكوكية لهذا الغرض.
الدول العربية حفّفت من حدة مواقفها في الايام المقبلة ما يدل ربما على مؤشر دولي للجنوح صوب حل ما، كما وانّ روسيا بدأت تبدي مرونة اكثر للتعامل مع اي مشروع جدي للحد من العنف والابقاء على وحدة الاراضي السورية.
على خط الداخل السوري يعول السوريون على ما ستنتجه المساعي الدببوماسية خصوصاً مع عدم إمكانية الحسم العسكري بظل الدعم العسكري الدولي المفتوح للقوى المتصارعة على الارض السورية، حيث يعول البعض على صمود النظام السوري حتى هذه المرحلة وإنفتاحه على اي حوال بينه وبين قوى المعارضة المحتلفة، الخارجية والداخلية.
على خط المعارضة الداخلية فهي منفتحة على الحوار مع النظام بعيداً عن الة الحرب، فيما توحدة المعارضة الخارجية على رفض الحل العسكري للازمة كما والتدخل الخارجي.
اما المعارضة الخارجية فهي تسعى لاسقاط النظام بالطرق العسكرية رغم كل ما تعانيه سوريا من قتل ودمار وترفض الجلوس لاي طاولة حوار مع النظام كما وانها اعلنت اخيراً بانها لن تقبل اي حل يكون الرئيس الاسد جزءً منه، ما يدل على تعنت ورفض اي شكل من اشكال الحل، ما يهدد بنسف اي حل قريب ومرتقب.
على العموم فإن المشهد السوري يختتم عامه الحالي بمزيد من الحرب واراقة الدماء، والسوريون ينتظرون ان يحمل لهم العام القادم الحل والاستقرار في بلد عانى من هذه الحرب كثيراً، تتمنى غالبية شرائح الشعب ان يحمل لهم هذا العام حلاً، وعلى ما يبدو فإن 2013 هو عامل الحل أنطلاقاً مما تقدم، وإنطلاقاً من عدم تحمل الافرقاء كامة لتكلفة الحرب التي طالت. فهل يخبأ لنا عام 2013 حلاً في سورياً يحقن دم السوريين ويحافظ على وحدة هذه الارض؟؟