يستمر لغزيوي إذن في طرحه العلماني مؤكدا و مفصلا و معلنا عداءه المطلق لكل ما هو إسلامي، فابن خريجي جامعة القرويين و خطيب الجمعة المترعرع في بيت مسلم لا إسلامي كم يقول و السابق لحضور صلوات الجماعة في صغره، لم يبق للمغاربة بعد لقائه في "قفص الاتهام" من جدور للتسابق نحو مزيد كشف أو فضح لشخصية هذا السياسي يساري الهوى كما يقول و المتدثر بغطاء الصحافة المتزمل بلبوس المواطنة و الذوذ عن حياض الوط.
لغزيوي (خرج ليها نيشان) ضمن إحدى حلقات الأستاذ رضوان الرمضاني من برنامج "قفص الاتهام"، حيث بدا رئيس تحرير الأحداث "شبه واثق" من نفسه و هو يكشف عن ميولاته الجمعوية و السياسية و حتى العاطفية، مؤكدا على علمانيته و عدائه للإسلاميين بشتى تلاوينهم دون استثناء على حد قوله: "أن ليس في القنافذ أملس" مشيرا إلى الحركات الإسلامية التي زفها الربيع العربي إلى عروش الحكومات العربية في كل من تونس و مصر و ليبيا و غيرها، في الوقت الذي لم يجد حرجا في تسمية الإسرائيليين ضمن نفس البرنامج ب"الإخوة" و "أبناء العمومة" و ذلك في معرض نفيه تهمة رشيد نيني الشهيرة له بعمالته لإسرائيل عن طريق مكتبها للاتصال السابق بالرباط.
تحدث الغزيوي عن نشاطه الجمعوي ضمن جمعية "اليقظة المواطنة" و التي نذرت نفسها وفق تصريحه ب"مراقبة و رصد" الأخطار القادمة من المشرق و التي تهدد على حد زعمه المغرب في استقراره، أخطار يمثلها حسب إفادته لمستجوبه كل من "العدالة و التنمية" و "العدل و الاحسان" و "السلفيين" و غيرهم ... أخطار يحصرها الغزيوي فيما يسميه ب"الردة المجتمعية المتسربلة بالدين" .
خمسة أسئلة في أقل من عشر دقائق من الاستنطاق كانت كافية ليتِيه الضيف الحداثيّ، و يعود لنسف تقريراته المبدئية و أحكامه السابقة على الإسلاميين، فبعد تصنيفه للعدالة و التنمية ضمن صنف القنافذ الشائكة عديمة الملس، عاد الضيف ليثني على بنكيران و قيادته للتجربة الحكومية الحالية و هو ما أثار استغراب مقدم البرنامج، ردة لغزيوي عن تعميمه تواصلت عندما أضاف الزمزمي إلى دائرة "القنافذ الملساء" وهو يتحدث عن جرأته في إبداء رأيه حول الإسلامي الآخر عبد السلام ياسين عقب وفاته، على خلاف بقية رموز التيارات الإسلامية التي كالت للفقيد جزيل الثناء ووافر المديح (مُسايسة)، دقائق معدودة لغزيوي و دون أن يشعر استثنى "قنفذا" آخر و هو وزير العدل "أحد أعمدة الإسلاميين" مصطفى الرميد و هو يصف قرار محاكمته لإسلاميّ آخر هو الشيخ النهاري ب"القرار الشجاع" !
لغزيوي وصف ردود أفعال المجتمع المغربي و العربي و الإسلامي حول تصريحاته السابقة لقناة ميادين ب"الضجة الجاهلة" ناصبا نفسه مُساء الفهم رغم تكراره لل"مُنتٍف" نفسه كما يقول و بذات الصيغة، مدعيا أن الضجة المفتعلة ضده يقابلها يقين من "الوعي الباطني" للجمهور المغربي بصدق ما يقوله الغزيوي، متهما المغاربة بإحساسهم بعد هذه المدة من تصريحاته بشيء من واقعية ما يشير إليه الغزيوي في ذواتهم و ذوي قرابتهم.
توقعات الغزيوي حول الشعب المغربي أكد كذبها العشرات من التعليقات الناقمة على خرجته الثانية، تعليقات (دون احتساب التي تم حذرها) تكشف بالملموس أن الغزيوي لا مكان له في الإعراب المغربي، و أن لا صدر يأويه ما ظل متشبثا بطرح الذي تجاوز العلمانية و الحداثة التي اعترف الغزيوي في نفس الحلقة أن بينه و بينها مسافة طويلة جدا.