في عصر الإعلام وتطور المعلومة ، ما زال الإعلام المغربي لم يبارح بعد مكانه رغم تغير الحكومات ، فحكومة عبد الإله بنكيران لم تستطع سنة بعد توليها زمام الأمور أن توقف الرداءة والتفاهة التي تقدم للمشاهدين المغاربة الدين يدفعون أموالهم من اجل أن يشاهدوا مادة إعلامية محترمة تساير التطورات التي تحدث على جميع المستويات . فرغم تعدد القنوات المغربية والتي وصل عددها إلى ثمان قنوات فان الرداءة هي العنوان الأكبر لها : فقناة الأولى مثلا ما زالت محافظة على نمطها القديم ولم تخرج أبدا عن الرسميات وهي بوق فقط للسياسة الحاكمة . أما القناة الثانية فهي الطامة الكبرى تجد في القناة مواد ومسلسلات منحطة أخلاقيا ، فهمها الوحيد هي قضايا المرأة والجنس. بل هي المنفذ الخاص بالعلمانيين ، فنحن نتذكر جيدا مثلا الحملة التي تهجتها ضد الشيخ عبد الله النهاري وكيف روجت أطروحة المسماة " الغزيوي" والدي يقبل بان يمارس الجنس على أخته ، دون أي اعتبار للدين والتقاليد المغربية.
آما قناة الرياضية فهي الأخرى تائهة تماما حيث أنها تجد ضالتها فقط في نقل أجواء البطولة الوطنية وجميع برامجها مرتبطة بها رغم أن نقلها التلفزي لها رديء جدا فلا تصوير جيد ولا معلقين يجعلونك تعيش أجواء الحماس في الملاعب . وحين تنتهي البطولة تبدأ القناة في إعادة مباريات البطولة دون أن تفتح أبواب الإبداع وخلق برامج جديدة تعنى بالشباب ، وتكشف الفساد المهول في الرياضة الوطنية.
أما باقي القنوات فلا تخرج عن ما قلته في القنوات السالفة الذكر ، قد يكون الاستثناء في قناة ميدا1 التي على الأقل تفتح النقاش أمام الشباب ولها برامج هامة جدا وتقدم منتوجا محترما يليق بمشاهديها .
ننتظر بفارغ الصبر آن يطبق دفتر التحملات المعد من طرف وزارة الاتصال وهل سيغير شيئا من حال الإعلام العمومي آم أن الأمر سيستمر على حاله ؟ لنا كل الثقة في الوزير الشاب مصطفى الخلفي الذي لم يخفي تدمره من هدا الإعلام في كل خرجتاه ، وهو الذي ناضل من اجل خروج دفاتر التحملات إلى حيز الوجود ، رغم أن جهات كبيرة تستفيد من الوضعية الراهنة ولوبي الفساد فيه يريدون إبقاء الأمور على حالها (نتذكر جيدا صراع دفاتر التحملات وكيف ربح الخلفي المعركة ) ، فإننا ننتظر منه أن يدافع بشراسة على تطبيقه ويخلصنا من رداءة هدا الإعلام الذي يحسسنا بالغربة.
آه كم صعب أن تحس بالغربة وآنت في بلدك ...