تحليل اللقاء...
الإيجابيات:
1- كيف سحق برشلونة أتلتيكو مدريد ؟ ربما تكون النتيجة قاسية فلولا تمريرة جودين الساذجة التي خطفها ميسي لكانت النتيجة استقرت عند 3/1 وهي نتيجة ربما تبدو أخف وطأة كثيراً من الـ4/1 لكننا هنا نتحدث عن عجز الأتليتي عن إظهار أي ردة فعل على تقدم البرسا بهدفين لهدف في الشوط الأول.. هذا هو السحق بعينه.
القصة كلها في أن برشلونة وفيلانوفا أدرك أن نقطة قوة الأتليتي تكمن في العمق بفضل خطة 4/5/1 التي ينتهجها الروخي بلانكوس وثلاثي الوسط العتيد العنيد، لذلك لجأ فيلانوفا للأطراف رغم علمه بقوة فريقه في العمق .. لجأ إليها مستغلاً عنفوان أدريانو وعودة جوردي ألبا لمستواه وتأجج هذا الأمر بمساعدة بيدرو وأليكسس سانشيز للظهيرين الأيمن والأيسر بالترتيب فتمكن الفريق من اختراق هذا الدفاع الذي أرّق كثيرين.
لكن هذا ليس كل شيء، ففيلانوفا استمر على هذا النهج في الشوط الأول فقط، فبعد أن أجبر ثلاثي العمق على المشاركة في الدفاع عن الأطراف بدون إرهاق ثلاثي عمق البرسا في الهجمات كثيراً، ظهر لنا فجأة وأن إنيستا وميسي قد انفجرا في الشوط الثاني وأنهما قد عادا لتقديم مستوى كبير جداً مستغلين الإرهاق والتلعثم الذي أصاب لاعبي وسط الأتليتي لذلك لم نرَ أي ردة فعل من الأتليتي الذي كان يستمد قوته دائماً من خماسي وسطه.
فيلانوفا ادخر مجهوده للشوط الثاني، فانفجر..
2- كما تحدثنا في المباراة السابقة عن أدريانو، لابد وأن نتحدث عن هذه المفاجأة السعيدة المتمثلة في الظهير البرازيلي .. أدريانو قدم إلى البرسا وهو يعلم تماماً أنه جاء ليكون احتياطياً .. هذا العام ومع تقديم جوردي ألبا في بدايات الموسم لأداء باهت كان أدريانو البديل المثالي الذي يستطيع إخفاء أي ثغرة تنتج عن أداء ألبا والآن مع تراجع مستوى ألفيش ظهر أدريانو وكأنه يقدم نفس المستوى ونفس الدور الذي يقدمه مواطنه ..! مشاركة في الهجمات ودفاع جيد وتسديدات رائعة ..! شيء يستحق التحية أن يقدم أدريانو مثل هذه الإضافات والتسديدات التي عانت منها شباك الأتليتي وفالنسيا بتسديدتين صاروختين في المقصين وبالقدمين اليسرى واليمنى..
3- في اللقطة الأولى التي ركض فيها فالكاو وسبق بويول للمرمى قبل أن يضيع الكرة، قلت في نفسي فارق السرعة الكبير هذا يرجع لكبر سن قائد البرسا، لكن ركضة الدولي الكولومبي مع بوسكيتس وهذا الفارق الجبار في السرعة بينه وبين لاعب كان كثيراً ما يقف لأسرع لاعب في الليجا "رونالدو" نداً لند في السرعة كان شيء يدفعني للذهول .. "إلـ تيجري" أذهلني في الشوط الأول فعلاً.
4- مباراة اليوم شهدت تألقاً غير عادياً للاعبي البرسا، فهناك أيام توقن معها أن هذا هو يوم هذا اللاعب .. يظهر ذلك في ترويض رائع للكرة كما فعل تياجو أو مراوغة صعبة مع تناغم بين إنيستا وأليكسس وميسي .
5- النقطة الإيجابية الأهم لبرشلونة اليوم هو عودة بعض اللاعبين لمستواهم، فأليكسس سانشيز قدم مباراة ممتازة، وجوردي ألبا قدم مباراة جيدة جداً كما أن إنيستا استمر على مستواه المذهل في الوقت الحالي.
السلبيات:
1- حتى بعد عودة الثنائي بيكي وبويول لقيادة دفاع البرسا، مازالت علامات الاستفهام تحوم حول كيفية إيقاف أي لاعب سريع يواجهه الفريق .. لو تمكن وسط الأتليتي من الصمود في الشوط الثاني وتقديم أداءً هجومياً أفضل لاستمر فالكاو على خطورته التي أظهرها في الشوط الأول..
عيوب دفاع البرسا لم تختفِ مع عودة الثنائي بيكي وبويول..
2- على غير العادة، لم يُظهر المتألق دييجو سيميوني أي ردة فعل في الشوط الثاني .. لا نتحدث على مفاجأة فيلانوفا له بأسلوب لعب مختلف في بداية الشوط، لكننا نتحدث عن عدم تحركه بتاتاً بشكل يعطي انطلاقة تكتيكية جديدة للفريق، فلم يدفع سيميوني مثلاً بمهاجم ثانٍ مع لعب كرات طويلة خلف الظهيرين بدلاً من إرهاق فالكاو بعمل كل شيء في الهجوم حتى أدرك لاعبو البرسا أن الحل هو رقابة فالكاو بقوة فالآخرون لن يصنعوا شيءً جديداً يذكر والسر في خوف سيميوني في من ارتفاع النتيجة لكنها في النهاية ارتفعت..!
3- على غير العادة، لم يقدم قلبي دفاع الأتليتي مباراة كبيرة .. جواو ميراندا كان سيءً في أغلب فترات اللقاء وكان مسؤولاً بشكل ما عن الهدف الثاني ودييجو جودين تفنن في تحويل النتيجة من مقبولة نوعاً ما (3/1) إلى قاسية(4/1).