انتهى الديربي البيضاوي بين الرجاء والوداد بالتعادل 1/1 عن الجولة ال 12 بالدوري المغربي في المباراة التي أقيمت اليوم باستاد محمد الخامس بالدارالبيضاء، ليحافظ الرجاء على الصدارة برصيد 24 متبوعاً بالوداد في المركز الثاني بفارق نقطة واحدة.
وجاءت المباراة صعبة على المستوى التكتيكي ولم تشهد مستوى مميزاً، فرغم المساندة التي تلقاها اللاعبون من 40 ألف متفرج إلا أن المستوى لم يكن على النحو المنتظر، وكان الوداد السباق للتسجيل عبر الكونجولي أونداما في الدقيقة 23 بينما سجل هدف التعادل للرجاء حمزة بورزوق في الدقيقة 68.
وظلت إحصائيات الديربي لصالح الرجاء فمن أصل 113 مباراة تواجها فيها الفريقان، فاز الرجاء في 34 مباراة ، بينما فاز الوداد في 27 وتعادلا في 52 مباراة.
وعانى كل فريق من بعض الغيابات المؤثرة، حيث أبعدت الإصابة نجم الرجاء محسن متولي الذي يشكل أحد العناصر الأساسية للفريق البيضاوي عن المباراة التي شهدت عودة ياسين الصالحي والتونسي عادل الشادلي بعد شفائهما من الإصابة، ولم يختلف التشكيل الذي عادة ما يلعب به المدرب محمد فاخر حيث اعتمد على جميع عناصره الأساسية ولعب بطريقة 4 -4 -3، وراهن على ملأ الوسط عبر لاعبيه الإفريقيين المالي كوكو والتشادي مابيدي والتونسي عادل الشادلي ، فيما اعتمد في الهجوم على سرعة محسن ياجور وعبدالإله الحافيظي وحمزة بورزوق.
بالمقابل استفاد الوداد من عدة لاعبين عادوا من الإصابة وأبرزهم أيوب الخاليقي ويونس منقاري ويوسف رابح والإيفواري كوني، بينما غاب نجم الوسط بكر الهيلالي للإصابة وعبدالرحمان بنكجان الذي أبعده المدرب الزاكي عن قائمة اللاعبين، وقد اعتمد الوداد على نفس التكتيك الخططي للرجاء، ولعب بنزعة هجومية بحضور الكونجوليين مويتيس وأونداما وياسين لكحل اللذين يشكلون القوة الضاربة للفريق.
ومثلما كان متوقعا طغى على بداية المباراة نوع من الحذر والحرص الشديد وآثر كل فريق عدم المغامرة ومراقبة اللعب، وهو ما أعطى غياب الفرص الحقيقية حيث كان الحارسان نادر المياغري عن الوداد وخالد العسكري عن الرجاء في شبه راحة، باستثناء بعض التسديدات التي لم تكن مركزة.
وأمام دعم وتشجيعات الجماهير كانت مفاتيح الفريقين تحاول بين الفينة والأخرى الرفع من الإيقاع، فتارة كانت تأتي الخطورة من مهاجمي الوداد الكونجولي مويتيس وأنداما وياسين لكحل وتارة أخرى من جانب الرجاء عبر محسن ياجور وعبدالإله الحافيظي غير أن دفاع الفريقين كان بالمرصاد لجميع المحاولات، والظاهر أن مدافعي الفريقين قد طبقوا تعلميات المدربين ، حيث فرضوا ضغطا كبيرا على المهاجمين وظلوا في مواقعهم الدفاعية تحسبا لأي هجمة مباغثة.
ومع مرور دقائق هذا الشوط، ظهر أن الوداد أصبح أكثر إصرارا على التسجيل بفضل البناءات الجيدة وكذا الأخطاء الكثيرة التي سقط فيها الدفاع الرجاء، حيث استغل أونداما إحداها في الدقيقة 20 مستغلا خطأ مابيدي لسنفرد بالحارس العسكري ويسجل الهدف الأول بكل هدوء.
وشكلت الجهة اليمنى مصدر خطورة الرجاء عبر نقلات محكمة بين السليماني ووياجور والشادلي، كادت إحداها إن تعطي الهدف الأول في الدقيقة 24 بعد توغل جيد لياجور غير أن الحارس لمياغري تدخل بنجاح.
وراهن الوداد على سرعة ياسين الكحل في الجهة اليسرى مساندا بأونداما الذي كان يميل إلى هذه الجهة لهروبة من رقابة المدافع محمد أولحاج، وهو ما جعل لاعب الوسط كوكو يميل هو الآخر لهذه الجهة لسد المنافذ على مهاجمي الوداد الذين كانوا ينجحون بين الفينة والأخرى من تنظيم هجمات محكمة.
وفي الشوط الثاني أعطى المدرب محمد فاخر التعليمات للاعبيه الذين لم يظهروا بمستوى جيد، وكان من الطبيعي أن يقوم فاخر ببعض التغييرات حيث زج بكل من ياسين الصالحي بدلا من محسن ياجور الذي كان تائها في المباراة وأدخل أيضا شمس الدين الشطيبي بدلا من عادل الشادلي الذي ظهر عليه بعض العياء، هذا في الوقت الذي راهم الزاكي بادو مدرب الوداد على تجربة عبدالرزاق الذي أدخله بدلا من ياسين لكحل.
وحاول الرجاء المرور من الوسط بعد أن استعصى عليه المرور من الجهتين اليمنى واليسرى، خاصة عبر ياسين الصالحي الذي أعطى انتعاجة لهجوم الرجاء الذي تمكن من تسجيل هدف التعادل في 68 عبر حمزة بورزق.
هدف التعادل جعل الزاكي بادو لى إجراء تغيير آخر في الدقيقة 80 إلى إجراء تغيير بدخول لاعب وسط بدلا من المهاجم، إذ أدخل أنس الأصباحي بدلا من المهاجم الكونجولي فابريس أونداما.
تمركزت الكرة كثيرا في الربع ساعة من الأخيرة، وتأكد أن الفريقين عادا لممارسة الحذر وكثرت ركلات الأخطاء من خلال بعض التدخلات الخشنة، ناهيك عن التمريرات الخاطئة بفعل الضغط الذي كان مطبقا على اللاعبين وكذا الخوف من الخسارة، واعتمد الرجاء والوداد على الهجمات المرتدة لكن دون جدوى، وأمام تراجع هجوم الرجاء زج محمد فاخر بعبدالمجيد الدين بدلا من حمزة بورزوق.
وحاول الفريقان في الدقائق الأخيرة اللعب على عنصر المباغتة غير أن دفاع الرجاء والوداد كان يقظا، وظهر أن الفريقين معا كانا راضيين على نتيجة التعادل في غياب فرص حقيقية للتسجيل، لتنتهي المباراة بالتعادل بهدف لمثله.