لم يهتم الفنان عزت أبو عوف بالهجوم الذي تعرّض له في الفترة الأخيرة من قبل نقّاد وسينمائيين على رأسهم يوسف شريف رزق الله بسبب رئاسته لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام، بل تحمّس باعتباره مهمة قومية وواجباً تجاه بلده. في هذا الحوار يتحدث لنا عزت أبو عوف عن رؤيته للمهرجان هذا العام وعن الوعكة الصحية التي مرّ بها و عن رأيه في الهجوم الذي تتعرّض له الفنانات في الفترة الأخيرة.
ماذا عن الخلافات التي وقعت مؤخراً بينك و بين الناقد السينمائي يوسف شريف رزق الله؟
عزت أبو عوف: الفن رسالة راقية واصابتي بمرض خطير شائعة!
عزت ابو عوف: الجميع
فرح لرئاستي للمهرجان
ليس هناك أي خلافات بيني وبينه، فهذا الرجل احترمه كثيراً وأقدّره لأنه أستاذي ومن أهم السينمائيين المتواجدين في مصر.
لكنه قام برفع دعوى قضائية ضدك لأنه يعتبر أن وجودك كرئيس لمهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام يعدّ مخالفة للقانون. فما تعليقك؟
أحترم جداً وجهة نظره. لكنني في الوقت نفسه أعتقد أن هذه لم تكن وجهة نظر وزير الثقافة المصري الذي أصرّ على إسنادي مهمة رئاسة المهرجان. فمهمة رئاسة المهرجان وخاصة هذا العام هي مهمة صعبة جداً بالنسبة لي. في البداية اعترضت على رئاسته. ولكنني بعد تفكير عميق، وجدت أنني لا أستطيع أن أرفض هذه المهمة، لأنني أحب بلدي وأعشق ترابها. فمصر حالياً تمرّ بظروف صعبة جداً. فكان لابد وأن أوافق على رئاسته في النهاية.
هل وجدت ردود أفعال سلبية من قبل بعض الفنانين بعد الإعلان عن رئاستك للمهرجان؟
بالعكس فكل ردود الأفعال التي صادفتها كانت إيجابية. فالجميع عبّروا لي عن فرحتهم لرئاستي للمهرجان وأُقيمت حفلة في مكتبي احتفالاً بعودتي كما أنني تلقّيت العديد من الاتصالات من قبل العديد من الفنانين لتهنئتي.
ولكن هناك من اعترض على تولّيك هذا المنصب تحديداً، وذلك لتولّيك رئاسته من قبل فاروق حسني في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك وهذا شيء يتنافى مع أهداف الثورة و يعدّ ضد التغيير... فما تعليقك؟
كما ذكرت أحترم كل وجهات النظر. ولكنني أرى أن كل الشعب المصري كان يعمل في عهد الرئيس المخلوع حسني مبارك ولست أنا وحدي. فالصحافة والإعلام المصري بأكمله كانا يعملان في عهده. وأرى أن ذلك لا يتعارض مع وجودي كرئيس للمهرجان، أما عن التغيير، فأنا من أنصاره لأنه من بروتكول الشعوب المتقدّمة. ودائماً أردّد أنه طالما تغيّر وزير الثقافة إذاً لابد من تغييري أيضاً. و لكنني وجدت البلد في ظروف صعبة واعتبرتها مهمة قومية. وهذا من واجبي تجاه بلدي.
أُثيرت ضجة في الدورة السابقة للمهرجان حول غياب الفنانين. وفوجئنا بتواجدهم بعدها بأيام في أحد المهرجانات خارج مصر. فما تعليقك وما هي رؤيتك للمهرجان هذا العام؟
عزت أبو عوف: الفن رسالة راقية واصابتي بمرض خطير شائعة!
"أريد أن أتعرّف
على ثقافة الاخوان"
ربما لديهم ظروف منعتهم من الحضور. وهذه ليست من ضمن مسؤولياتي هم أحرار. ولكنني أتمنى أن يتواجد كل الفنانين المصريين في مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام، لأنهم أولى بمهرجان بلدهم. فنحن نمتلك حدثاً مهماً. ولابد من دعمه وتطويره. وأتعهد بذلك فسيكون من أقوى المهرجانات.
وما هي الخطوات التي ستتبعها في هذه الدورة تحديداً؟
سأعمل على وجود رقابة شديدة. وسأفرض المزيد من التعليمات لنتفادى أي شيء سلبي من الممكن أن يمسّ سمعة المهرجان.
صرحت من قبل أنك ستوجّه دعوة للإعلاميين والمسؤولين من الإخوان المسلمين. ألست قلقاً من تلك الخطوة؟
بالعكس لست قلقاً على الإطلاق لأنني أريد أن أتعرّف على ثقافتهم، وجهات نظرهم وطريقة تفكيرهم تجاه الفن، لست ضد الإخوان المسلمين. ولكن لدي بعض التحفظات على أدائهم السياسي. لذلك ليس هناك ما يمنعني من دعوتهم. ولدي المزيد من الفضول لمعرفة مدى تقييمهم لهذا الحدث الثقافي.
هل سيلبّون دعوتك أم سيعتبرون أن حضور المهرجان حرام مثلاً؟
الفن والإبداع ليس حراماً. بالعكس فهو رسالة سامية. كما أنني على يقين أن الإخوان المسلمين لهم معتقداتهم. ونحن كفنانين لنا معتقداتنا. لذلك أؤمن بأن الفن رسالة نبيلة وراقية وليس لديّ علم هل سيلبّون الدعوة أم لا فهم أحرار.
هل بالفعل والدك كان ينتمي للإخوان المسلمون؟
نعم هذا صحيح.
ولماذا لم تصرّح بذلك من قبل؟
لم تكن هناك مناسبة آنذاك. ولكن كل المقرّبين مني على علم بأن والدي كان من الإخوان المسلمين.
الم ترَ أن تصريحك بهذا الأمر في هذا الوقت تحديداً يعدّ مغازلة للإخوان المسلمين؟
عزت أبو عوف: الفن رسالة راقية واصابتي بمرض خطير شائعة!
"لم أصب بمرض
خطير كما يعتقد البعض"
لا أرى ذلك، لأنني كما ذكرت لم أجد المناسبة للتصريح بهذا الأمر. و أنا لست ضد وجود الإخوان المسلمين في الحكم بل أدعمهم أحياناً.
المهرجان كان مهدداً بالتوقف. فماذا لو تمّ إلغاؤه هذا العام أيضاً؟
سيكون المهرجان من نصيب القدس. وستستولي عليه إسرائيل "ستكون فضيحة". لأننا كمصر نحمل حدثاً مهماً من ضمن 11 حدثاً ثقافياً على مستوى العالم بأكمله. وهذا شيء لا يعلمه الكثير في مصر، فامتلاكنا لهذا المهرجان شيء عظيم في حد ذاته. لذلك كان لابد من انطلاقه هذا العام.
ألست قلقاً من مصير الأعمال الفنية وخاصة بعد الهجوم الشديد الذي تتعرّض له الفنانات في الفترة الأخيرة؟
أرى دائماً أن الفن المصري أقوى بكثير من آراء سخيفة لبعض الأشخاص وأطالب كل من يهاجم أي فنانة باسم الدين أن ينتقي ألفاظه لأن الإسلام دين راقي ويحثّ على حسن الأخلاق. فهؤلاء الفنانات لهم محبيهنّ وجمهورهنّ. فهناك من يعتبرهنّ أهله وأصدقائهنّ. لذلك لابد من انتقاء الألفاظ وكل واحد حر في وجهة نظره.
صرّحت من قبل أنك نادم على المشاركة في فيلم "جيم أوفر" وهو آخر أعمالك السينمائية بطولة يسرا ومي عز الدين فلماذا؟
هذا صحيح. أنا نادم على المشاركة في هذا الفيلم لأنني فوجئت بالشكل الذي ظهر به الفيلم. وأنا أشجّع أي نقد سلبي كتب عنه.
سبق وندمت على مشاركتك فيلم "أيظن" بطولة مي عز الدين أيضاً. فما السر وراء ندمك على المشاركة في أفلام مي عز الدين تحديدا؟
هي صدفة ليس أكثر لأن مي عز الدين فنانة موهوبة وأحترمها كثيراً كما أن هناك أفلاماً شاركت فيها وكانت بطلتها مي عز الدين ونجحت مثل أفلام "عمر وسلمى". لكن فيلم "جيم أوفر " تحديداً بعد عرضه، شعرت بأنه فيلم دون المستوى وعكس السيناريو الذي قرأته.
هل تحسّنت صحتك الآن بعد الوعكة الصحية التي ألمّت بك مؤخراً؟
لم أصب بمرض خطير كما يعتقد البعض. فما قيل حول مرضي وسوء حالتي الصحية شائعات سخيفة. و ليس لها صحة على الإطلاق ،الحمد لله صحتي جيدة جداً. كنت أعاني من مجرد التهاب في الأذن الوسطى ليس أكثر أراه مرضاً مثل الإنفلونزا ، حالياً أحاول الاهتمام بصحتي بشكل كبير استعداداً لرئاسة المهرجان.